العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يعزي المؤمنين ويؤم المصلين فجر استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يعزي المؤمنين ويؤم المصلين فجر استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)

منذ ٧ سنين - ٢٧ يونيو ٢٠١٦ ٢١٩٠
مشاركة
مشاركة

قدّم الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة السيد نزار هاشم حبل المتين تعازيه إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والأمة الإسلامية ومراجع الدين العظام وجموع المؤمنين والزائرين الكرام.
وافتتح السيد حبل المتين فجر اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان مراسم إحياء استشهاد أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، مؤديا صلاة الفجر وسط جموع الزائرين الذين غصت بهم أرجاء الصحن الحيدري الشريف

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يعزي المؤمنين ويؤم المصلين فجر استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
ملء الشاشة

وألقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة كلمة افتتاح مراسم العزاء في رحاب الصحن الحيدري الشريف، جاء في نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

نرفع أسمى آيات الحزن والأسى إلى مقام النبي الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله) ومولاتنا الزهراء(عليها السلام) وإلى الأئمة الأطهار، لا سيما الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعنا العظام، والأمة الإسلامية جمعاء، وإليكم إخوتي الحضور باستشهاد فارس المؤمنين، وليث الموحدين، وقاتل المشركين، ووصي رسول رب العالمين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء:73.

أيها المؤمنون: نعيش هذه الأيام الفاجعة الكبرى، حيث مُنيَ الإسلام بفقد أحد أركانه، وبناته، والمضحّين في سبيل تثبيت وإعلاء كلمته.

أيها المؤمنون: لا يسعنا أن بشخصية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وصفاته، وأنّى لنا ذلك، وهي ملأت الخافقين، مع أن أعداءه أخفوها بغضا وحسدا، وأخفاها محبوه تقية وخوفا، فهو(عليه السلام) شخصية اجتمعت فيها من الصفات والفضائل ما لم تجتمع عند غيره سوى الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، حيث تمثلت فيه أخلاق السماء، فهو(عليه السلام) القرآن الناطق، وشهد له بذلك المؤلف والمخالف.

ومن قبل ذلك فقد شهد القرآن الكريم والسنّة الشريفة بفضل أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقد ذكر المفسرون أن هناك مئات الآيات التي نزلت في حقّه (عليه السلام) حتى قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ما أنزل الله آية وفيها(يا أيها الذين آمنوا) إلا وعليٌ رأسها وأميرها).

ومن جهة السنة الشريفة فقد رصّع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) صدر أمير المؤمنين (عليه السلام) بجملة من الأوسمة في عدة مناسبات وأحداث لا يسعني في هذه العجالة إحصاءها ولعل من أبرزها قوله(صلى الله عليه وآله) في حادثة الأحزاب:(برز الإيمان كله إلى الشرك كله).

وتوالت الأحداث والمؤامرات على الإسلام حتى كان أمير المؤمنين(ع) أول مظلوم وأول من غصب حقه وصبر(ع) واحتسب حتى لقي الله تعالى مخضباً بدمه في محراب صلاته.

وقد وصفه بعض أصحابه بعد شهادته فقال: (رحم الله عليا كان والله فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.

كان والله طويل السهاد، قليل الرُّقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود لله بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدّخر عنّا البدور، ولا يستلين الاتّكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه، وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وهو يقول: يا دنيا إليَّ تعرّضتِ أم إليَّ تشوّقتِ؟ هيهات هيهات، لا حاجة لي فيك، أبَنْتُكِ ثلاثاً لا رجعة لي عليك، ثمّ يقول: واه واه لبُعد السفر، وقلّة الزاد، وخشونة الطريق.

سيّدي يا أمير المؤمنين: جللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدّت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلّمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا، فلا أحرمنا الله أجرك، ولا أضلّنا بعدك.

اللهم أحينا على ما أحييت عليه عليّ بن أبي طالب، وأمتنا على ما مات عليه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).

اللهم ألعن قتلة أمير المؤمنين، اللهم ألعن أول ظالم ظلم حقّ محمد وآل محمد

اللهم أنصر المتطوعين والمقاتلين في سوح الوغى نصرا عزيزاً، وافتح لهم فتحا مبينا، وثبت أقدامهم، وسدد رميتهم، رحم الله شهداءنا بواسع رحمته، وأسكنهم فسيح جنته، ومنّ الله على الجرحى بالشفاء العاجل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين